تلاوة السبع المنجيات

free


not available



لم يَرِدْ نصٌ صريح بالتعيين ولعلَّ مَن سماها بالمنجيات مَردُّ ذلك عنده إلى ما وَرَدَ من فضل تلك السو...

Read more

لم يَرِدْ نصٌ صريح بالتعيين ولعلَّ مَن سماها بالمنجيات مَردُّ ذلك عنده إلى ما وَرَدَ من فضل تلك السور وما تضمَّنَتْه مِن موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجاةِ والفوز عبر قراءتها وتدبُّرها مع مدلول ذلك المعنى على جذور العقيدة والمسلك الأخروي الذي إنْ ضبطَ العبدُ به نفسه فاز وأفلح ونجا يوم القيامة, ففي يس ما أخرجه أحمد والبيهقي عن معقلِ بنِ يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قلب القرآن يس لا يقرؤها رجلٌ يريدُ اللهَ والدار الآخرة إلا غفر الله له اقرأؤوها على موتاكموفي الدخان ما أخرجه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ حم الدُّخان في ليلةِ الجمعة غُفِرَ له .وفي الحشر ما أخرجه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: إن فيهن آيةً خير من ألف آية قيل هي في خواتيم الحشر لما ورد في فضلها وقيل هي كامنةٌ في المسبحات كلِّها لتُقْرأَ جميعها.وفي السجدة ما أورده الإمام السيوطي في الإتقان برواية أبي عبيد من مرسل السيب ابن رافع تجيءُ الم السجدة يوم القيامة لها جناحان تُظِلُّ صاحبَها فتقول لا سبيلَ عليك لا سبيل عليك .وفي الملك ما أخرجه الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال سورة في القرآن ثلاثون آيةً تشفعُ لصاحبها حتى غُفِرَ له تبارك الذي بيده الملك وفي رواية هي المانعةُ هي المنجِيَةُ تنجيه من عذاب القبر هذا وما ينبغي العلمُ به أن العديد من أدلة فضل السور ضعيفة لكن كما قال أهل الحديث هي في فضائل الأعمال فلا حرج إن شاء الله تعالى شريطة أن لا يكون شديد الضعف أو موضوع لكن ما يجدر ذكره هو أنَّ حصر التلاوة بتلك السور دون غيرها مِن سور القرآن قد يوقع صاحبَها في مَغِبَّةِ الهجر المنهي عنه. فمَن قرأ القرآن على نظام الختم دون انقطاع حَظِيَ بالمطلب الموعود وفاز بالفهم المطلوب وأدرك ذلك المعنى المذكور وهذا ما ينبغي أن نتنبه إليه ونَحُثَّ الغيرَ عليه تحقيقاً لثمرة التجوال في رياض بيان الله تعالى كلِّه ولنيل بركة الخطاب الإلهي بالوعد والحذر مما لا يُرضي عبرَ التدبُّر والتفكُّر بالاستقرار الدائم في روضة الرياض ألا وهي الأنسُ بكلام الله القديم رسالةً موجهة لا تنقطعُ أنوارُها ولا يتوقَّفُ جَرْسُ خطابِها بين العبد وربه فالأشملُ والأوفى والأنفع أن لا يغيب عنا أن َّكتابَ الله بأكمله مُنْجٍ إذا تدبرنا آياته وموصلٌ إذا فقِهْنا مقاصدَه ومُغَذٍّ إذا قطفنا ثمراتِه ومصدرُ فلاحٍ وأمانٍ يومَ العرض على الديَّان إذا عِشْنا التفاعل بأوامره ونواهيه وخذ في الختام هذا الحديثَ الشامل ففي أبي داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتَقِ ورتِّلْ كما كنتَ تُرَتِّلُ في الدنيا فإنَّ منزلتَكَ عند آخرِ آيةٍ تَقْرَؤها .